التلطيخ والتغمير «١» . والجردقة الغمرة والرقاقة المتلطخة، لا أقدر أن أنظر إليها، وأستحيي أيضا من إعادتها. فيذهب ذلك الفضل باطلا، والله لا يحب الباطل.
قلت: فإن ناسا يأمرون بمسحه، ويجعلون الثريدة منه. فلو أخذت بزيّهم وسلكت سبيلهم، أتى ذلك على ما تريد ونريد.
قال: أفلست أعلم كيف الثريدة، ومن أي شيء هي؟ وكيف أمنع نفسي التوهّم وأحول بينها وبين التذكّر؟ ولعل القوم أن يعرفوا ذلك على طول الأيام، فيكون هذا قبيحا.
قلت: فتأمر به للعيال؛ فيقوم الحواري «٢» المتلطخ مقام الخشكار «٣» النظيف. وعلى أن المسح والدلك يأتي على ما تعلق به من الدسم.
قال: عيالي يرحمك الله عيالان: واحد أعظمه عن هذا وأرفعه عنه، وآخر لم يبلغ عندي أن يترف بالحواريّ.
قلت: فاجعل إذا جميع خبزك الخشكار؛ فإن فضل ما بينه وبين الحواريّ في الحسن والطيب، لا يقوم بفضل ما بين الحمد والذم.
قال: فههنا رأي هو أعدل الأمور وأقصدها، وهو أنا نحضر هذه الزيادة من الخبز على طبق، ويكون قريبا حيث تناله اليد، فلا يحتاج أحد مع قربه منه إلى أن يدعو به، ويكون قربه من يده كثرة على مائدته.
قلت: فالمانع من طلبه هو المانع من تحويله. فأطعني واخرج هذه الزيادة من مالك كيف شئت. واعلم أن هذه المقايسة وطول هذه المذاكرة، أضر علينا مما نهيتك عنه وأردتك على خلافه.