والوليمة، وإسرافه في الأعذار «١» وفي العقيقة «٢» والوكيرة «٣» . وربما ذهبت أمواله في الوضائع «٤» والودائع. وربما كان شديد البخل، شديد الحبّ للذكر، ويكون بخله أوسخ، ولومه أقبح، فينفق أمواله، ويتلف خزائنه، ولم يخرج كفافا، ولم ينج سليما «٥» .
كأنك لم تر بخيلا مخدوعا، وبخيلا مفتونا، وبخيلا مضياعا، وبخيلا نفّاجا «٦» . أو بخيلا ذهب ماله في البناء، أو بخيلا ذهب ماله في الكيمياء «٧» ، أو بخيلا أنفق ماله في طمع كاذب، وعلى أمل خائب، وفي طلب الولايات والدخول في القبالات»
، وكانت فتنته بما يؤمّل من الأمرة، فوق فتنته بما قد حواه من الذهب والفضّة. قد رأيناه «٩» ينفق على مائدته وفاكهته ألف درهم في كلّ يوم وعنده في كل يوم عرس «١٠» ، ولأن يطعن طاعن في الإسلام أهون عليه من أن يطعن في الرغيف الثاني، ولا شقّ عصا الدين أشدّ عليه من شقّ رغيف. لا يعدّ الثلمة «١١» في عرضه ثلمة، ويعدّها في ثريدته من أعظم الثلم.
وإنما صارت الآفات إلى أموال البخلاء أسرع، والجوائح عليهم