يقصّر دونه العيال وقد قال الحسن:«ما عال أحد قط عن قصده» .
وقيل لشيخ من أهل البصرة:«مالك لا ينمى لك مال» ؟ قال:«لأني اتخذت العيال قبل المال، واتخذ الناس المال قبل العيال» ، وقد رأيت من تقدم عياله ماله فجبره الإصلاح، ورفده الإقتصاد، وأعانه حسن التدبير، ولم أر لشهواتي تدبيرا، ولا لشرهي صبرا. وقال إياس بن معاوية «١» : «إن الرجل يكون عليه ألف فيصلح فتصلح له الغلة، ويكون عليه ألفان فينفق ألفين فيصلح فتصلح له الغلة، فيكون عليه ألفان فينفق ثلاثة آلاف فيبيع العقار في فضل النفقة «٢» » . وذكر الحديث عن أبي لينة «٣» ، قال: كنت أرى زيادا وهو أمير يمرّ بنا على بغلة في عنقها حبل من ليف مدرج «٤» على عنقها» . وكان سلم بن قتيبة يركب بغلة وحده، ومعه أربعة آلاف مرابطة «٥» . ورآه الفضل بن عيسى على حمار، وهو أمير، فقال:«قعود نبي وبذلة جبار «٦» » ، ولو شاء أبو سيّارة «٧» أن يدفع بالعرب على جمل مهريّ «٨» ، أو فرس عتيق لفعل، ولكنه أراد هدي الصالحين. وحمل عمر على برذون فهملج «٩» تحته، فنزل عنه، فقال لأصحابه:«جنّبوني هذا الشيطان» . ثم قال لأصحابه: