للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعرابيّ: سكنت في فطس «١» عفريت. قيل: الحيلة تجري مجرى القوّة بل هي ألطف عوضا. يقال: ربّ حيلة، أنفع من قبيلة. يقال: إذا طلبت عدوّك بالقوة فلا تقدمنّ عليه حتى تعلم ضعفه عنك، وإذا طلبته بالمكيدة فلا يعظمنّ أمره عندك وإن كان عظيما. قيل: الحيل تفتح أبواب الجبل. بعض السلف: إنّ كيد النساء أعظم من كيد الشيطان، فإنّ الله تعالى قال: إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ

«٢» وقال: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً

«٣» . جحد رجل مال رجل، فاحتكما إلى إياس بن معاوية فقال للطالب: أين دفعت إليه هذا المال؟ قال: عند شجرة كذا بمكان كذا. قال:

فانطلق إلى الشجرة لعلّك تتذكّر كيف كان الأمر؟ فمضى، وجلس خصمه، فقال إياس بعد ساعة: أترى خصمك بلغ موضع الشجرة، قال: لا. قال: يا عدوّ الله أنت خائن، فقال: أقلني «٤» أقالك الله، وأقرّ. أتي معن بن زائدة بثلاثمئة أسير فأمر بضرب أعناقهم فقال أحدهم: أنشدك الله ألّا تقتل ضيفانك، فقال: أحسنت، فأطلقهم.

دلّيت من السماء سلسلة في أيام داود عليه السّلام، عند الصخرة التي في بيت المقدس، فكان الناس يتحاكمون عندها، فمن مدّ يده إليها وهو صادق نالها، ومن كان كاذبا لم ينلها إلى أن ظهرت بينهم الخديعة، وذلك أن رجلا أودع جوهرة فخبّأها في عكازة. وطلبها المودع فجحدها «٥» . فتحاكما، فقال المدّعي: إن كنت صادقا فلتدن مني السلسلة، فمسّها. ودفع المدّعى عليه العكازة إلى المدّعي وقال: اللهمّ إن كنت تعلم أني رددت الجوهرة فلتدن مني السلسلة. فمسّها، فقال الناس: قد سوّت السلسلة بين الظالم والمظلوم، فارتفعت بشؤم الخديعة. وأوحي إلى داود

<<  <   >  >>