تأتي المكاره حين تأتي جملة ... وترى السرور يجيء في الفلتات
الشافعيّ رحمه الله:
محن الزمان كثيرة لا تنقضي ... وسروره يأتيك كالأعياد
كان لسفيان جار مخنّث فمرض فعاده سفيان مع أصحابه فقال: كيف تجدك؟
فقال: إنّ العلل والآفات تجيء باقات والعافية تجيء طاقات، فقال سفيان: ما خرجنا إلّا بفائدة. قيل: الدنيا حسودة لا تأتي بشيء إلا غيرته. قيل للحسن:
كيف أصبحت؟ فقال: كيف يصبح من هو غرض لثلاثة أسهم: سهم رزيّة وسهم بليّة وسهم منيّة. وقيل لآخر هذا، فقال: أصبحت غرض الرزايا والبلايا والمنايا. وقيل: الليل والنهار غرسان يثمران للبريّة صنوف البليّة. قيل لأعرابيّ: كيف أصبحت؟ قال: لا كما يرضى الله تعالى ولا كما يرضى الشيطان ولا كما أرضى أنا، فإن الله يرضى أن أكون مؤمنا عابدا، والشيطان يرضى أن أكون كافرا، وأنا أرضى أن أكون مرزوقا، ولست كذلك. قيل للشبليّ: في الدنيا أشغال وفي الآخرة أهوال، فمتى النجاة؟ فقال: دع أشغالها تأمن أهوالها. عليّ رضي الله عنه: زوايا الدنيا مشحونة بالرزايا.
قيل: البرايا أهداف البلايا. الصاحب: الإنسان بين أنياب الدهر ونوائبه تحطّمه بصريفها وتعتوره بصروفها. فرقد السنجيّ: قرأت في التوراة التي لم تتبدّل: من ملك استأثر، ومن لم يستشر ندم، والحاجة الموت الأكبر، والهمّ نصف الهرم. قيل: الهمّ يشيّب القلب ويعقم العقل فلا يتولّد معه رأي ولا