الشيخ أبو إسحاق: كان يساير مع أصحابه فرأوا من بعيد شخصا فقال بعضهم لبعض: هذا حجة، فلما قرب رأوه قبيحا فالتفت إليهم وقال: دحضت حجّتكم «١» فقبّلوا يده. حجّ مخنث فرأى رجلا قبيح الوجه يستغفر، فقال: يا حبيبي ما أرى لك أن تبخل بهذا الوجه على جهنم. قال رجل للجمّاز: خرج في دمّل في أقبح موضع، قال: كذبت هو ذا أرى وجهك ليس فيه شيء. زياد بن أبيه: رأى على مائدته رجلا قبيحا وأكولا أكل ما في المائدة ولم يبق شيئا، فقال له: ألك أولاد؟ قال: تسع بنات، قال: أيشبهنك؟ قال: أنا أحسن منهنّ وهنّ آكل مني. فضحك وأحسن له. خطب رجل عظيم الأنف امرأة فقال لها:
أما قد علمت شرفي وأنا كيّس، كريم المعاشرة، محتمل للمكاره. فقالت: ما أشكّ في احتمالك للمكروه مع حملك هذا الأنف أربعين سنة.
الربيع بن سليمان: سمعت الشافعيّ رحمه الله تعالى يقول: ما رأيت سمينا عاقلا إلا محمد بن الحسن. قيل:
لا أعشق الأبيض المنفوخ في سمن ... لكنني أعشق السمر المهازيلا
قيل: اللحية الطويلة عشّ البراغيث. يقال: طول الآذان دليل على طول العمر. قدّم رجل ليقتل وكان طويل الآذان فقيل له: زعموا أنّ من عظم آذانه طال عمره، فقال: لو تركوني لطال. وأحضر رجل طويل الآذان للقتل فأخذ يلمس أذنه ويقول: واضياع أملي وانقطاع رجائي. الجاحظ: ما طالت لحية رجل إلا تكوسج «٢» عقله. قيل: ما زادت لحية عن قبضة إلا نقص بمقدار زيادتها من العقل. ابن الروميّ: