للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا عرضت للفتى لحية ... وطالت فصارت إلى سرّته

فنقصان عقل الفتى عندنا ... بمقدار ما زاد من لحيته

قيل:

هلّوفة يحملها مائق ... مقلوب هارون بها لائق «١»

قيل: كانت لحية القاضي الحسين العوفيّ طويلة جدّا إلى ركبتيه. قيل: قطع اللحية الزائدة عن القبضة سنّة. قيل لمخنّث: لم تنتف لحيتك وهي من هبة الله؟

فقال: أمر الله بقوله: فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها

«٢» ولم أجد أحسن منها فرددتها. وقيل لآخر: لم تنتف لحيتك؟ فقال: وأنت لم لا تنتفها. الباخرزيّ:

بليت بكوسج في عارضيه ... يعزّ «٣» الشّعر عزّ الكيمياء

ومهما أجدب الوجنات فاعلم ... بأن لم يسقها ماء الحياء

قيل: من قصرت قامته وصغرت هامته وطالت لحيته، كان حقيقا على المسلمين أن يعزوه على قلّة عقله. جلس أنوشروان يوما للمظالم فأقبل إليه رجل قصير قائلا: أنا مظلوم قصير. فقال أنوشروان: القصير لا يظلمه أحد. فقال:

أيها الملك من ظلمني أقصر مني. فضحك وأمر بإنصافه. قال للقمان الحكيم سيده: اذبح لي شاة وائتني بأطيب مضغتين فيها، فأتاه باللسان والقلب، فسكت عنه ثم أمره أن يذبح شاة وقال: ألق أخبث مضغتين منها، فرمى بالقلب واللسان

<<  <   >  >>