والفرس، فهذه الأمم الثلاث هم الساميون فانظر إلى هذه التسمية (الجنس
السامي) كيف يسوى فيها بين الماء والخشب، والتبر والتبن أيجعل الفرس
كالعرب!! .
فيقال إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأمة السامية، وأن القرآن نزل بلغة الساميين!!
وأني لأدعو المسلمين بما دعا إليه الأستاذ محمد عزه دروزه في مقال له
مهم نشر في مجلة الأزهر (لواء الإسلام) جلد ٣٣ ص / ٢٩٧ - ٣٠٤ بعنوان
(قولوا الجنس العربي لا السامي) :
" وإني لأناشد علماءنا ومؤرخينا، وكتابنا أن يعيروا هذا الأمر عنايتهم،
وأن يتبنوه، وأن يحلوا اسم الجنس العربي محل: اسم الساميين، في
الإشارة إلى سكان جزيرة العرب ومن هاجر منها في القرون القديمة:
فيساعدوا بذلك على توثيق الصلة بين تاريخ جنسنا القديم والحديث،
وواقعنا الراهن بما هو الأولى والأصح ويحبطوا مكر الماكرين أعداء قومنا
وبلادنا، ويبثوا في ناشئتنا على اختلافهم شعور الفخار بجنسهم العظيم
الذي كان أول من حمل مشاعل الحضارة والهداية ثم ظل يحمل ليهتدي
بها الناس في مشارق الأرض ومغاربها) . اهـ.
وليس بعيداً عن هذا الاصطلاح الأثيم (الجنس السامي) ذلكم الزفير
المتأجج من الدعوات القومية المفرقة من دعوتهم للمسلمين بالشعب. وهل
الشعب إلا تشعب وفرقة، وتسميتهم لهم بالجمهور والمجتمع وما هو إلا
تجمع يصدق على كل تجمع من أهل كل ملة ومن أي أمةٍ حتى من البهيم
والبهائم وثالثة الأثافي (المواطن والمواطنون) فغاب أمام هذا (المسلمون،
المؤمنون، المتقون) هو سماكم المسلمين من قبل، وفي هذا فهل من
متيقظ للتخلص من هذا الحداء الذي لا يطرب الأمة بل يهينها ويضيع