للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحددة (الجنس العربي) . وهذا الاصطلاح (الجنس السامي) . لم يمض

عليه من العمر سوى ٢٠٠ عام تقريباً على لسان المستشرقين، منتزعين له

من: سفر التكوين. فقالوا: (الشعوب السامية) وللغتها (اللغة السامية) .

وقد سرى إلى الأمة بعد اختلاقه وهو لا يستند إلى علم أثيل ولا يلجأ

فيه إلى ركن شديد.

ولهذه المواضعة أبعادها الانتحارية لأخلاق الجنس العربي وعاداته

ومقوماته، وأخيراً تسلط خفي على النبوة والرسالة وحكمة بعث الرسول

محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من خصوص العرب لا من عمل الساميين وهي تسمية من حيث

تاريخها مبنية أيضاً على المغالطة والمكابرة فقد ورد اسم العرب في: كتب

اليونان والرومان، وأشعار العهد القديم قبل البعثة المحمدية بنحو من ألف

ومائتي عام تقريباً.

فهذه التسمية الحديثة الأعجمية الوافدة تحكم لا تمت إلى العلم

والواقع بشيء.

وهؤلاء وغيرهم يعلمون أن سام بن نوح (١) انحدر منه: العرب والروم،


(١) ههنا ضابط في النسب قيدته من تقرير شيخنا محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
تعالى حين قراءتي عليه في كتاب: القصد والأمم لابن عبد البر:
عُرْفُ سامٍ وحامٌ سَبَقَا ... ويافثٌ صِيتٌ فكن محققاً
فهذا يضبط ذرية ولد نوح فقوله: " عرف " العين للعرب، والراء للروم، والفاء
للفرس، وهؤلاء ذرية سام بن نوح. وقوله: " سبقا " السين للسودان، والباء للبربر،
والقاف للقبط. وهؤلاء ذرية: حام بن نوح.
وقوله: " صيت " الصاد للصقالبة، والياء: يأجوج ومأجوج، والتاء للترك وهؤلاء
ذرية يافث بن نوح.

<<  <  ج: ص:  >  >>