الأشياء كلها مثقال ذرة في السماوات والأرض. وقد حفظ على خلقه وعباده
ما يعملون من خير أو شر.
وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا} قال الزجاج - حفظه الله
من الوقوع على الأرض إلا بإذنه، وقيل محفوظاً بالكواكب كما قال
تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكَوَاكِبِ. وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ}
ويقال: احتفظت بالشيء لنفسي واستحفظت فلاناً إذا سألته أن يحفظ لك.
والحفيظ: المحافظ، ومنه قوله تعالي: {وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ} .
ماهية التأليف
المقصود هنا التعريف بالتآليف المحمية، والتي لصاحبها الاحتفاظ
بحقوقها وهي بالتتبع على نوعين (١) .
الأول: المحررات:
وهذه تعني أي تأليف مكتوب في أي من العلوم كالتفسير والحديث،
والفقه وأصولها والتوحيد، وعلوم الآلة، والرياضيات، والتاريخ، والجغرافيا،
والطب، والهندسة، وما جرى مجرى ذلك.
الثاني: الشفويات:
كالخطب، والمحاضرات، والمواعظ، والندوات، وما جرى مجرى
ذلك مما يلقى شفاها. فلا يصح في القانون الوضعي تسجيل أي من هذه
ونشره دون سابق إذن المؤلف. لكن العرف في كثير من البلدان الإسلامية
أن هذا حق مشاع لكل مسلم تلقيه وتسجيله ونشره لتأصيل عامل الحسبة
فيه. ولهذا فلا يدخل في ماهية التأليف في بحثنا هذا. والله أعلم.
(١) الوسيط ٨ / ٢٩٣ - ٢٩٤ فقرة رقم / ١٧١.