للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسلامية، مُني المسلمون بعدة ويلات وفتن تتوالى من خلال ديارهم

عاملة عملها في قوالب متعددة، فغاب الحكم بالإسلام عن سلطان

الحاكمية في جل دياره وأقصى القضاء الشرعي عن كراسي القضاء في جل

أحكامه.

ونفذ الاستعمار الفكري في تعليم أولاد المسلمين وبَسَطَت عوامل

الانحلال والتفسخ جرانها في ديار الإسلام نافذة إلى أفئدة الأمة على

مسارب التبعية الماسخة للأمم الكافرة.

وهكذا في جملة من الفتن الكاسرة في مجالات متكاثرة من حياة

الأمة، وما فيه قوامها.

وما زالت تتوالى مراغمتها على كل غريب عنها في دينها وأخلاقها

ومسالكها، تمزيقاً للباس التقوى في شكله وحقيقته، فالله طليب الفَعَلةِ

لذلك وهو حسيبهم.

وكان من سوالب هذه البدوات الآثمة والحملات المسعورة غياب

طائفة كبيرة من لغة الشريعة المسطرة في معلمة (١) فقهها، فحلت


(١) معلمة: هذا هو اللفظ الذي يعبر عن المراد منه بوضوح وسلامة مبنى، وقد لهج
المعاصرون بلفظ " موسوعة " وهو اصطلاح قريب العهد في صدر القرن الثالث
عشر. وقد وقع ذلك في قصة لطيفة على لسان أحد الأعجميين، كما في مجلة
الأزهر: " لواء الإسلام ٢٦ / ١١٥٨ " بعنوان: الأدب والعلوم. ومما جاء فيه ما نصه
(لطاش كبرى زاده كتاب باسم: موضوعات العلوم ولما كانت إحدى مكتبات
القسطنطينية، تدون فهرساً لمحتوياتها. أملى أحد موظفيها اسم هذا الكتاب على
أحد موظفي المكتبة بلفظ " موضوعات " العلوم، لأن الأعاجم يلفظون: الضاد
بقريب من لفظ: الظاء. فسمع الكاتب الضاد: سيناً. فكتب اسم الكتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>