للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصطلحات أجنبية عن دينها ولغتها في جوانب الحكم، والقضاء،

والتعليم، ولغة الحياة العامة والسلوك. وغيرها متابعة بذلك سنة الإبعاد عن

كتب الشريعة وفقهها بتحنيط لغتها، وبذلك يستحكم الانفصام بين المسلم

وتراثه، ليكون رسماً لا معنى له، وصورة لا حقيقة له.

وبهذا تجسدت أمام المصلحين: نازلة المواضعات الأثيمة على

خلاف اللغة والشريعة، فصارت لكثرتها وشيوعها في مجالات: الحكم،

والقضاء، والتعليم، والعلوم، والفنون كافة: تُمثل لباساً فضفاضاً نسجته

أيدي العِداء فألبسته أمة الإسلام والعرب العرباء.

فكيف لا تستحي أمة تركض لبناء مجدها وهي مصرة على الحنث

العظيم إذ ترفل بلباس عدوها، متقمصة له في غاية ميادين حياتها راكبة

أثباج لجج هائجة من الفتن. ألم يعلموا أن بناء الذات قبل بناء الذوات

وأن التزام الداعية إلى ما يثني عقيدته عليه أساس متين للدعوة إليه. وإلا

فماذا؟

والله يعلم ماذا يلحق بالمسلم الناصح من عميق الآلام عندما يسود

شيء من هذا القتام، لكن هذا الاعتلاج لا يكفي بل لا بد من البيان

عماذا يراد بنا ونحن نيام، من تجليل الأمة بهذا الرداء الأجنبي عنها


= " موسوعات العلوم ". وسمع ... إبراهيم اليازجي صاحب مجلة " الضياء " باسم
هذا الكتاب وموضوعه فخيل إليه أن كلمة " موسوعات " تؤدي معنى " دائرة معارف "
فأعلن ذلك في مجلته. وأخذ به: أحمد زكي باشا وغيره. فشاعت كلمة موسوعة.
وموسوعات. لهذا النوع من الكتب. وهي تسمية مبنية على الخطأ كما رأيت. وكان
العلامة أحمد تيمور باشا. والكرملي، وغيرهما يرون تسمية دائرة المعارف باسم:
معلمة لأنه أصح، وأرشق، وأدل على المراد منه ... ) اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>