للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين ينعقون باسم الاحتلال صباح مساء، ويطلّون بوجوههم القبيحة عبر وسائل الإعلام والقنوات والفضائية، يسبِّحون باسم المستعمرين ويحمدون فعلهم ويهتفون لمقدمهم ويستبشرون بغزوهم لديار الإسلام. فنراهم الآن ينكرون ما عُلم من الدِّين بالضرورة كالجهاد، ويستخفُّون بثوابت الأمّة في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق. وُجهتهم: دهاليز المخابرات الأجنبية، وقِبلتهم: مواخير الخنا والفسق ودور الفساد. قال تعالى مخاطباً هؤلاء ومَن كان على شاكلتهم من العصاة مُقترفي السّيّئات: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:٤٦).

ثانياً: بعض المترفين من أبناء هذه الأمّة، الذين فتح الله عليهم الدنيا، ومكّن لهم بالثراء في الأرض، فانتفخت جيوبهم وتضخّمت ثرواتهم، وكثرت عقاراتهم وأموالهم.

وقد كان من الواجب عليهم أن يتوجهوا إلى الله بالحمد، وتلهج ألسنتهم بالشّكر على النعماء، وينفقون من هذا المال في مصارفه الشرعية على أنفسهم وعلى ذويهم ثم على المجتمع. قال تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (النحل:١١٤).

غير أنّ هؤلاء المُترفين قد أبطرتهم النِّعم، وأفسدهم كثرة المال، فطغَوْا وبغًوْا، كما قال تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الأِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} (العلق:٦).

فاتّجهوا نحو الملذّات ينغمسون فيها، ويتفنّنون في تحصيل سبل التّلذّذ بها، فتشرّبت قلوبهم المعصية، وغرقت نفوسهم في الشهوات فاقترفوها، وغفلت عن الطاعة فابتعدوا عنها.

<<  <   >  >>