حديثه عن الأمم السابقة حديث صدق وحق، وإخباره عمّا يعتري البشريّة من أحوال إلى قيام الساعة.
ثامناً: تعدّد أوجه الإعجاز في القرآن الكريم؛ فبجانب الإعجاز البلاغي هناك الإعجاز العلْمي، والتاريخي، والتشريعي، إلى غير ذلك من وجوه الإعجاز المتعدِّدة ...
تاسعاً: اهتمام المسلمين بالقرآن الكريم منذ أن تلقّاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكان يأمر كُتّاب الوحي بكتابته؛ هذا، بجانب حفْظه في الصدور. ثم التعاون على جمْعه في خلافة أبي بكر الصديق، ثم في خلافة عثمان بن عفان. وعقب تاريخ المسلمين، كان القرآن الكريم ولا يزال له الصدارة في الاهتمام؛ فبرز الخط العربي، وأبدع الخطّاطون في كتابته، كما وُضعت قواعد النحو لِصوْن قراءته. وظهر علْم التجويد والقراءات والتفسير. وتبارت الأمّة حُكّاماً ومحكومين، على حفْظ كتاب الله وصوْنه ورعايته؛ وهذه خصوصية انفرد بها القرآن الكريم عن باقي الكتب السماوية، وتميّز بها المسلمون عن سائر أمم الأرض.
عاشراً: ومِن خصائص الدعوة: حفْظ سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأقواله وأفعاله:
شهد تاريخ البشرية أنبياء ورسلاً كثيرين، قال تعالى:{وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ}(فاطر:٢٤).
ولقد انتهت رسالتهم، واندثرت آثارُهم، وطُويت كتبُهم، وجهِل الناس سيرتَهم وأحوالهم، ولم يعُدْ يُعرف عنهم شيء إلاّ من خلال ما جاء في القرآن الكريم عن دعْوتهم لأمَمِهم. وإنّ من خصائص الإسلام: ما تفرّد به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سائر الأنبياء وجميع المرسلين، مِن عِصمته في حياته رغم كثرة محاولات قتْله، لأن الله قد تكفّل بذلك في قوله تعالى:{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}(المائدة:٦٧).