للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ١ الآية. (١) وقوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ٢ (٢) .

ــ

= ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ، تنبيها بما هو فوق ذلك من القول السيء، والفعل السيئ (ولا تنهرهما) أي لا يصدر إليهما منك قول قبيح: {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} ٣ لينا طيبا بأدب وتوقير.: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} ٤ أي تواضع لهما: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا} ٥ أي في كبرهما وعند وفاتهما: {كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً} ٦ أي كما رحماني في تربيتهما لي في صغري أو لتربيتهما. وقوله: "الآية" أي إلى آخر الآية، أو اقرأ الآية.

(١) يأمر سبحانه عباده بعبادته وحده لا شريك له؛ فإنه الخالق الرازق المنعم المتفضل على خلقه، وهو المستحق منهم أن يوحدوه ولا يشركوا به شيئا، وقرن الأمر بالعبادة التي فرضها بالنهي عن الشرك الذي حرمه، فدلت على أن اجتناب الشرك شرط في صحة العبادة. والشرك تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله. و (شيئا) نكرة في سياق النهي فتعم الشرك قليله وكثيره. وتسمى هذه الآية آية الحقوق العشرة؛ وذلك لأنها تضمنت عشرة حقوق. وابتدأت بالأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، فدلت على أن التوحيد هو أوجب الواجبات، وأن الشرك أعظم المحرمات. وفيها تفسير التوحيد، وأنه عبادة الله وحده وترك الشرك وهذا وجه مطابقتها للترجمة قاله حفيد المصنف، وفي بعض النسخ المعتمدة تقديمها على آية الأنعام فقدمتها لمناسبة كلام ابن مسعود.

(٢) أي قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله: (تعالوا) أي هلموا وأقبلوا (أتل) أي أقص عليكم وأخبركم بـ: {مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} ٧ حقا لا تخرصا ولا ظنا، بل وحيا منه وأمرا من عنده،: {أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} ٨ كأن في الكلام =


١ سورة النساء آية: ٣٦.
٢ سورة الأنعام آية: ١٥١.
٣ سورة الإسراء آية: ٢٣.
٤ سورة الإسراء آية: ٢٤.
٥ سورة الإسراء آية: ٢٤.
٦ سورة الإسراء آية: ٢٤.
٧ سورة الأنعام آية: ١٥١.
٨ سورة الأنعام آية: ١٥١.

<<  <   >  >>