في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله (٢) "١. قال سفيان: مثل شاهان شاه (٣) .
ــ
(١) كحاكم الحكام وسلطان السلاطين، وسيد السادات. أشار المصنف رحمه الله إلى النهي عن ذلك قياسا على ما في حديث الباب؛ لكونه شبهه في المعنى. وهذا كله صيانة وحماية لجناب التوحيد؛ لمنافاة هذه الألفاظ لكماله، فيكون فيه شائبة من الشرك وإن لم يكن أكبر، ولا يخفى ما في إطلاقه على غير الله من الجرأة على الله، وسوء الأدب معه؛ فإن كل لفظ يقتضي التعظيم والكمال، لا يكون إلا لله وحده.
(٢) فهو الذي يستحق هذا الاسم، ولا يصدق إلا عليه، فهو ملك الأملاك لا مالك أعظم ولا أكبر منه، فهو مالك الملك، وأزمة الملوك بيده، و"تسمى" بفتح التاء أي سمى نفسه، وقيل بضم الياء التحتية، أي يدعى بذلك، وأكد النبي صلى الله عليه وسلم تحريم التسمي بذلك بقوله:"لا مالك إلا الله "، فالذي تسمى بذلك قد كذب وفجر، وبلغ الغاية في الكفر، وارتقى إلى ما ليس له بأهل، فصار أحقر الناس عند الله يوم القيامة، معاملة له بنقيض قصده. وأخرج الطبراني:" اشتد غضب الله على من زعم أنه ملك الأملاك ".
(٣) بكسر النون والهاء، وقد تنون، وهو عند العجم عبارة عن ملك الأملاك وسلطان السلاطين، ولهذا مثل به سفيان بن عيينة؛ لأنه عبارة عنه بلغة العجم، =
١ البخاري: الأدب (٦٢٠٦) , ومسلم: الآداب (٢١٤٣) , والترمذي: الأدب (٢٨٣٧) , وأبو داود: الأدب (٤٩٦١) , وأحمد (٢/٢٤٤) .