باب ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك (١)
عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه (٢) قال: " انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (٣)
ــ
(١) حماية الشيء صونه عما يتطرق إليه من مكروه وأذى، والمصطفى من الصفوة، فهو صفوة الخليقة وأشرفها على الإطلاق، وحمايته حمى التوحيد صونه عما يشوبه من الأقوال والأعمال التي يضمحل معها التوحيد أو ينقص، وقد اشتمل هذا الكتاب مع اختصاره على ذلك أو أكثره، وعلى النهي عما ينافي التوحيد أو يضعفه، يعرف ذلك من تدبره.
(٢) بكسر الشين وتشديد الخاء، هو ابن عوف بن كعب بن وقدان الحريشي ثم العامري، والد مطرف الفقيه، أسلم يوم الفتح، وله صحبة ورواية.
(٣) أي عامر بن صعصعة من عدنان، وعامر بطون كثيرة، كانوا بعالية نجد، وكان في الوفد عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وأربد بن قيس بن جزء، وجبار بن سلمى، رؤساء القوم، وكان عامر يريد الغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم أو يشركه في الأمر، أو يكون له من بعده، وواعد أربد على ذلك فعصمه الله منهم، وهلكا ببعض الطريق، أربد بصاعقة، وعامر بطاعون في عنقه، وقيل قرحة، ومات في بيت سلولية.