للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة (١)

عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يسأل بوجه الله إلا الجنة "١. رواه أبو داود (٢) . ــ

(١) أي لا يجوز ذلك، إجلالا لله وإكراما وإعظاما له أن يسأل بوجهه العظيم ما هو حقير لديه من حوائج الدنيا، ما لم يرد به غاية المطالب وهي الجنة، أو الإعانة على أعمال الآخرة الموصلة إلى الجنة، وأما سؤال المخلوق بوجه الله، فتقدم النهي عنه في الباب قبله.

(٢) روي بالنفي والنهي، وبالبناء للمجهول، وهو الذي في الأصل، وروي بالخطاب للمفرد أي لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، أو ما هو وسيلة إلى الجنة، وذكر الجنة إنما هو للتنبيه على الأمور العظام، لا للتخصيص، فقد قال صلى الله عليه وسلم في دعائه منصرفه من الطائف حين كذبوه: " اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي "، وفي آخره: " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ". وحديث: " اللهم أنت أحق من ذكر "٢، وفي آخره: " أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض ". وحديث: " أعوذ بوجه الله الكريم، وباسم الله العظيم، وبكلماته التامة "٣. وأمثال ذلك مما هو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو سؤال ما يقرب إلى الجنة، أو يمنع من الأعمال التي تمنع منها، فيكون السائل قد سأل بوجه الله وبنور وجهه ما يقرب إلى الجنة، كما في الصحيح: " اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول =


١ أبو داود: الزكاة (١٦٧١) .
٢ البخاري: اللباس (٥٧٨٩) , ومسلم: اللباس والزينة (٢٠٨٨) , وأحمد (٢/٢٦٧ ,٢/٣٩٠ ,٢/٤١٣ ,٢/٤٥٦ ,٢/٤٦٧ ,٢/٤٩٣) .
٣ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٨٠٥) , والترمذي: فضائل القرآن (٢٨٨٣) , وأحمد (٤/١٨٣) .

<<  <   >  >>