للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باب النهي عن سب الريح (١)

عن أبي بن كعب رضي الله عنه (٢) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا الريح (٣) ، فإذا رأيتم ما تكرهون (٤)

ــ

(١) لكونها إنما تهب عن إيجاد الله لها وأمره إياها، فلا تأثير لها إلا بأمر الله، فمسبتها مسبة لله تعالى واعتراض عليه، وهو قدح في التوحيد.

(٢) هو ابن قيس بن عبيد بن مريد بن معاوية بن النجار، أبو المنذر الأنصاري، سيد القراء، شهد العقبة وبدرا والمشاهد كلها، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ليهنك العلم أبا المنذر "١. وقال له: " أمرني ربي أن أقرأ عليك " ٢. وكان عمر يسميه سيد العرب. قيل: إنه مات في خلافة عمر، وقيل في خلافة عثمان سنة ٣٠ هـ.

(٣) أي لا تشتموها ولا تلعنوها للحوق ضرر فيها، فإنها خلق من خلق الله مقهور مدبر، وإنما تهب بمشيئة الله وقدرته، فلا يجوز سبها فيرجع السب إلى من خلقها وسخرها. وروى أحمد وأبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة مرفوعا: " الريح من روح الله، تأتي بالنعمة وبالعذاب، فلا تسبوها، ولكن سلوا الله من خيرها، وتعوذوا بالله من شرها "٣." وروى الترمذي عن ابن عباس أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا تلعنوا الريح، فإنها مأمورة، وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة إليه ".

(٤) أي من الريح إما شدة حرها أو بردها أو قوتها، فارجعوا إلى ربكم بالتوحيد.


١ مسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٨١٠) , وأبو داود: الصلاة (١٤٦٠) .
٢ البخاري: المناقب (٣٨٠٩) , ومسلم: صلاة المسافرين وقصرها (٧٩٩) , والترمذي: المناقب (٣٧٩٢) , وأحمد (٣/١٣٠ ,٣/١٣٧ ,٣/١٨٥ ,٣/٢١٨ ,٣/٢٣٣ ,٣/٢٧٣ ,٣/٢٨٤) .
٣ أبو داود: الأدب (٥٠٩٧) , وابن ماجه: الأدب (٣٧٢٧) .

<<  <   >  >>