(١) أي ذكر ما لا يجوز منه وذمه وتحريمه، وما ورد من الوعيد فيه، وذكر ما يجوز. قال شيخ الإسلام: التنجيم هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، كالمطر والربيع والمحل وغير ذلك. وقال: السحر محرم بالكتاب والسنة والإجماع، وذلك أن علم النجوم الذي هو من السحر نوعان: علمي وهو الاستدلال بحركات النجوم على الحوادث وعملي وهو الذي يقولون فيه: إنه تأثير القوى السماوية بالقوى المنفعلة الأرضية كالطلاسم ونحوها. وفي كشف الظنون: هو علم يعرف به الاستدلال على حوادث علم الكون والفساد بالتشكلات الفلكية، وهي أوضاع الأفلاك والكواكب كالمقارنة والتثليث والتسديس والتربيع إلى غير ذلك، وينقسم إلى حسابيات وطبيعيات ووهميات. وقال الخطابي:((علم النجوم المنهي عنه هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي لم تقع وستقع، كأوقات هبوب الرياح، ومجيء المطر، وظهور الحر والبرد، وتغير الأسعار وما في معناها من الأمور التي يزعمون أنهم يدركون معرفتها بمسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها، ويدعون أن لها تأثيرا في السفليات وأنها تجري على قضايا موجباتها، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم قد استأثر الله به لا يعلمه سواه)) . وقال الشارح:((علم التنجيم على ثلاثة أقسام: أحدها: القول بأن الكواكب فاعلة مختارة، وأن الحوادث مركبة على تأثيرها، وهذا كفر بالإجماع. الثاني: الاستدلال على الحوادث بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها، فلا شك في تحريمه، وتقدم أنه من الشرك، وإن قالوا: إن ذلك بتقدير الله ومشيئته، فإن ذلك من علم الغيب الذي استأثر الله به، وينبغي أن يقطع بكفره. والثالث: ما ذكره المصنف في تعلم المنازل للتسيير لا التأثير)) .