للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال البخاري في صحيحه: قال قتادة: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: زينة للسماء (١) ، ورجوما للشياطين (٢) ، وعلامات يهتدي بها (٣) ، فمن تأول فيها غير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه (٤) ،

ــ

(١) قال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} ١ أي زينا السماء الدنيا منكم التي هي أدنى سماء إليكم من غيرها بمصابيح، جمع مصباح وهو السراج، عبر بها عن الكواكب، ونكرها للتعظيم، أي بمصابيح عظيمة ليست كمصابيحكم التي تعرفونها.

(٢) قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ} ٢ أي جعلنا المصابيح رجوما جمع رجم سمي به ما يرجم به أي يرمي، والمراد بالشياطين مسترقو السمع كما تقدم. وروى ابن مردويه عن ابن مسعود مرفوعا: " أما السماء الدنيا فإن الله خلقها من دخان، وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وزينها بمصابيح النجوم، وجعلها رجوما للشياطين، وحفظها من كل شيطان رجيم "

(٣) أي دلالات على الجهات والبلدان ونحو ذلك، "يهتدي بها " بصيغة المجهول أي يهتدي بها الناس في ذلك، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} ٣، لا في علم الغيب كما يزعمه المنجمون، وتقدم وجه بطلان زعمهم، وأنه لا حقيقة له.

(٤) أي فمن زعم فيها غير ما ذكر الله في كتابه من هذه الثلاث فقط فادعى بها علم الغيب، بأن زعم أن فيها سعدا ونحسا ونحو ذلك، فقد أخطأ حيث زعم شيئا ما أنزل الله به من سلطان، وأضاع نصيبه أي حظه من الدين ومن كل خير.


١ سورة الملك آية: ٥.
٢ سورة الملك آية: ٥.
٣ سورة الأنعام آية: ٩٧.

<<  <   >  >>