للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزاد: " وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين (١) ،

ــ

= ابن غالب الخوارزمي الشافعي، روى عن الدارقطني وغيره، وعنه الخطيب وغيره.

قال الخطيب: كان ثبتا ورعا، لم نر في شيوخنا أثبت منه، عارفا بالفقه، كثير التصانيف. صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه الصحيحان، وجمع حديث الثوري وحديث شعبة وطائفة، وهذا المسند هو صحيحه الذي عزا إليه المصنف هذا الحديث. ولد سنة ٣٣٦ هـ، ومات سنة ٤٢٥ هـ.

وروى هذا الحديث أيضا بتمامه أبو داود وغيره عن ثوبان.

(١) أي الأمراء والعلماء والعباد الذين يقتدى بهم الناس، وهم يحكمون في الناس بغير عام فيضلونهم ويضلونهم، فهم ضالون عن الحق، مضلون لغيرهم. قال تعالى: {وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ} ١.

وقال عمر لزياد بن حدير: " يا زياد هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ قال: لا. قال: يهدمه زلة العالم، وجدال المنافق بالقرآن، وحكم الأئمة المضلين ". وقال معاذ: " احذروا زيغة الحكيم، فإن الشيطان قد يقول الضلالة على لسان الحكيم ".

وقال عبد الله بن المبارك:

وهل أفسد الدين إلا الملوك ... وأحبار سوء ورهبانها

وأتى صلى الله عليه وسلم بإنما التي هي للحصر، بيانا لشدة خوفه على أمته من أئمة الضلال، فيوقعوهم في الإثم، لما أطلعه الله عليه من غيبه أنه سيقع، ولم يخف من جدب السنين ولا تسليط العدو.

وروى الدارمي " إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين "٢.

وحذر صلى الله عليه وسلم أمته وأنذرهم عن الإحداث في الدين، وابتداع دين لم يشرعه الله ولعن من فعل ذلك، وأخبر الله تبارك وتعالى: أنه أكمل الدين، وأن القول عليه بغير علم رتبة فوق رتبة الشرك، فقال: {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} ٣. فكل من أحدث حدثا ليس في كتاب الله، ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهو ملعون، وحدثه =


١ سورة الأنعام آية: ١١٩.
٢ الترمذي: كتاب الفتن (٢٢٢٩) , وأبو داود: كتاب الفتن والملاحم (٤٢٥٢) , وأحمد (٤/١٢٣ ,٥/٢٧٨) , والدارمي: كتاب المقدمة (٢٠٩) .
٣ سورة الأعراف آية: ٣٣.

<<  <   >  >>