للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خَلاقٍ} ١ (١) . وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} ٢ (٢) . قال عمر: " الجبت السحر (٣) ،

ــ

(١) أي ولقد علم أهل الكتاب الذين استبدلوا بالسحر عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان به، (لمن اشتراه) أي السحر ورضي به، عوضا عن شرع الله ودينه، لا نصيب له ولا حظ له في الآخرة، وأنه لا دين له، وهذا من أبلغ الوعيد، فدلت الآية على تحريمه، وهو كذلك محرم في جميع أديان الرسل، قال تعالى: {وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} ٣. وذهب أكثر السلف إلى أنه يكفر لقوله: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} ٤. وقوله: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ} ٥. وما تلته هو السحر.: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا} ٦. وقوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ}

وأجمع الأئمة على كفر من تعلمه واستعمله، إلا الشافعي فقال: إذا تعلمه قلنا له: صف لنا سحرك، فإن وصف ما يوجب الكفر مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب إلى الكواكب، وأنها تفعل ما يلتمس منها، فهو كافر، وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته فهو كافر.

وهل يقتل بمجرد فعله واستعماله؟ المشهور في المذهب يقتل، وفاقا لمالك وقول بعض الصحابة، فإن قتل بسحره قتل إجماعا إلا أبا حنيفة فقال: حتى يتكرر، أو يقر بذلك في حق معين.

(٢) قال الجوهري وغيره: الجبت كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ونحو ذلك، و (الطاغوت) مجاوزة الحد، وكل شيء جاوز المقدار والحد في العصيان فهو طاغوت.

(٣) تفسير عمر هذا من تفسير الشيء ببعض أفراده، ومراده أن السحر داخل في الجبت، وفي الكليات: ((الجبت الشيطان أو الساحر)) . اهـ، والجبت هو الباطل، والسحر منه؛ لأنه باطل خلاف الحق.


١ سورة البقرة آية: ١٠٢.
٢ سورة النساء آية: ٥١.
٣ سورة طه آية: ٦٩.
٤ سورة البقرة آية: ١٠٢.
٥ سورة البقرة آية: ١٠٢.
٦ سورة البقرة آية: ١٠٢.

<<  <   >  >>