= ألفاظ مجردة، لا تتضمن صفات ولا معان، فيطلقون اسم السميع ويقولون: لا سمع له، ونحو ذلك.
(الخامس) تشبيه صفاته بصفات خلقه تعالى الله وتقدس عن قولهم علوا كبيرا، فجمعهم الإلحاد، وتفرقت بهم طرقه اهـ.
والذي عليه أهل السنة والجماعة إثبات أسماء الله تعالى وصفاته على ما يليق بجلاله وعظمته، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ١. والكلام في الصفات فرع على الكلام في الذات، يحتذى فيه حذوه ومثاله، فكما أنه يجب العلم بأن لله ذاتا حقيقة، لا تشبه ذوات المخلوقين، فكذلك له صفات حقيقة، لا تشبه صفات المخلوقين، فمن جحد ما وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فقد كفر، ومن شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن أوله على غير مما ظهر من معناه فهو جهمي، قد اتبع غير سبيل المؤمنين. وقال رحمه الله: ما يجري - صفة أو خبرا - على الرب تعالى أقسام: ما يرجع إلى نفس الذات، كقولك: ذات وموجود، وما يرجع إلى أفعاله كالخالق والرازق، والتنزيه المحض، ولا بد من تضمنه ثبوتا، إذ لا كمال في العدم المحض، كالقدوس السلام، والاسم الدال على جملة أوصاف عديدة لا يختص بصفة معينة، بل دال على معان نحو المجيد العظيم الصمد، فإن المجيد من اتصف بصفات متعددة من صفات الكمال، ولفظه يدل على هذا، فإنه موضوع للسعة والكثرة والزيادة، وصفة تحصل من اقتران أحد الاسمين والوصفين بالآخر، وذلك قدر زائد على مفرديهما، نحو الغني الحميد، الحميد المجيد، وهكذا عامة الصفات المقترنة، والأسماء المزدوجة في القرآن، فإن الغنى صفة كمال والحمد كذلك، واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر، فله ثناء من غناه، وثناء من حمده، وثناء من اجتماعهما، وكذلك الحميد المجيد العزيز الحكيم.