للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا السلام على الله، فإن الله هو السلام (١)

ــ

(١) وفي رواية: ((ومنه السلام)) . وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة المكتوبة استغفر ثلاثاً. وقال: ((اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام)) . وفيه "إن هذه تحية أهل الجنة ربهم تبارك وتعالى". وقد قال تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ٢ وقوله: " فإن الله هو السلام " أي إن الله سالم من كل نقص ومن كل تمثيل، فهو الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل عيب ونقص، قال ابن القيم: السلام مصدر، وهو من ألفاظ الدعاء، يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبرية فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية، وفيه قولان: الأول: السلام هنا هو الله عز وجل، ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم، ونحو ذلك، فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز وجل اسم السلام دون غيره من الأسماء. الثاني: السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية، قال: وفصل الخطاب أن يقال: الحق في مجموع القولين، فكل منهما بعض الحق، والصواب في مجموعهما، وإنما يتبين بقاعدة: وهي أن حق من دعا الله بأسمائه الحسنى أن يسأل في كل مطلوب ويتوسل بالاسم المقتضي ذلك المطلوب، المناسب لحصوله حتى إن الداعي مستشفع إلى الله متوسل به إليه، والمقام لما كان مقام طلب السلامة التي هي أهم عند الرجل، أتى في طلبها بصيغة اسم من أسماء الله تعالى، وهو السلام الذي تطلب منه السلامة، فتضمن معنيين أحدهما ذكر الله، والثاني طلب السلامة، وهو مقصود المسلم.


١ البخاري: الأذان (٨٣٥) , ومسلم: الصلاة (٤٠٢) , والنسائي: التطبيق (١١٦٨ ,١١٦٩) والسهو (١٢٩٨) , وأبو داود: الصلاة (٩٦٨) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٩٩) , وأحمد (١/٤٣١ ,١/٤٦٤) .
٢ سورة يس آية: ٥٨.

<<  <   >  >>