للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنبأنا ابن وهب قال: قال ابن زيد: حدثني أبي (١) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كدراهم سبعة ألقيت في ترس (٢) ". قال: وقال أبو ذر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما الكرسي في العرش إلا كحلقة من حديد، ألقيت بين فلاة من الأرض (٣) ".

ــ

(١) هو زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، أو أبو سالم المدني، عالم ثقة مات سنة ١٣٦ هـ، وابنه عبد الرحمن يضعف، روى عن أبيه، وابن المنكدر وغيرهما، وعنه ابن وهب وعكرمة ومسروق وغيرهم، مات سنة ١٨٢ هـ، ورواه أيضا بهذا الطريق واللفظ: أصبغ بن الفرج وهو مرسل.

(٢) بضم التاء القاع المستدير المتسع الأطلس، كما قيل:

وواجهت ترسا من متون صحاري ...

ويقال: الترس صفحة فولاذ تحمل لاتقاء السيف، والمراد الأول، وفيه صغر السماوات بالنسبة إلى الكرسي. وقال السدي: الكرسي تحت العرش، والسماوات والأرض في جوف الكرسي. قال ابن عباس: الكرسي موضع القدمين.

(٣) الفلاة الصحراء الواسعة، أو المفازة لا ماء فيها، أو القفر. وأبو ذر هو الغفاري الصحابي المشهور، واسمه جندب بن جنادة بن سكن بن قيس بن بياض الغفاري، من السابقين إلى الإسلام، ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة منه، توفي بالربذة سنة ٣١ هـ. وصنيع المصنف - رحمه الله - يوهم أن ذلك عطف على قول زيد بن أسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كذلك، فإن حديث أبي ذر رواه يحيى بن سعيد العبشمي، حدثنا ابن جريج عن عطاء عن =

<<  <   >  >>