للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: بينهما مسيرة خمسمائة سنة، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة، وكثف كل سماء مسيرة خمسمائة سنة (١) ، وبين السماء السابعة والعرش بحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض (٢) ، والله فوق ذلك، لا يخفى عليه شيء من أعمال بني آدم ". رواه أبو داود وغيره (٤) .

ــ

(١) الكثف السمك والغلظ، ضد اللطافة، ويدل على المسافة بينهما ظاهر قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ} ١. وفيه عظم السماوات، وسعة ما بينهن، وكذا الأرض مثلهن.

(٢) وتقدم في حديث ابن مسعود: " وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ". ولا منافاة بينهما؛ لأن الكرسي فوق السماوات، وهذا من أبهر آيات الله كما أن الأرض مغمورة بالبحر، واليابس منها نحو الربع، وهي محفوفة بعنصر الماء، كأنها عنبة طافية عليه، وهو فوقها ولا يطغى عليها، وإنما انحسر الماء عن بعض جوانبها، لما أراد الله من تكوين الحيوانات فيها، وعمرانها ببني آدم، الذي له الخلافة على سائرها، فكذا السماوات بينها وبين العرش بحر، سمكه طول ما بين السماء والأرض.

(٣) هذا الحديث كأمثاله يدل على علو الله وعظمته، وعظم مخلوقاته، وفيه التصريح بأن الله فوق خلقه على عرشه، بائن من خلقه، كما جاء بذلك الكتاب والسنة، وله شواهد في الصحيحين وغيرهما، وأورده المصنف مختصرا، والذي في سنن أبي داود عن العباس بن عبد المطلب، قال: " كنت في البطحاء، في عصابة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت بهم سحابة، فنظر إليها فقال: ما تسمون هذه؟ قالوا: السحاب. قال: " والمزن " قالوا: والمزن قال: =


١ سورة الطلاق آية: ١٢.

<<  <   >  >>