ومرة أخرى يتحدث عن الميسر حين يجعل الجنايات تطالب بدمه، وتتنازع عليه وأخيرا تلجأ على الاستقسام بالأزلام:
طريد جنايات تياسرن لحمه ... عقيرته لأيها حم أول
وحين يصف شعره المتلبد قي قوله:
بعيد بمس الدهن والفلي عهده ... له عبس عاف من الغسل محول
ما يكشف هذا عن اعتنائهم بشعرهم عن طريق فليه ودهنه ببعض الدهون.
كما يظهر أثر البيئة المادية في ذكر أسماء الطيور والحيوانات التي وردت في ثنايا القصيدة مثل: الذئب، الضبع، النمر، السمع، الوعول، الحيات، القطا، ثم النحل، وفي توسله بمظاهرها في تشابههه ووصفه، ولا شك أن هذه الرؤية الشعرية التي تبلغ من العمق والرحابة حد الإحساس بالطبيعة والبيئة في عمومها وشمولها، في رملها ونبتها، في وحشها وطيرها هذه الرؤية هي التي أفسحت