للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقبيلة إياد التي ينتمي إليها الشاعر من أكثر نزار عددا، وأشدهم بأسا وقوة، لذلك حظيت بمنزلة عالية، وتقدير بالغ، إذا لم يدينوا لملك من الملوك، ولم يصبهم في الجاهلية سباء، وكان موطنهم تهامة، ولكنهم اضطروا إلى مغادرته إلى مناطق مختلفة من الجزيرة العربية لأسباب منها القحط، فيقال: إنهم نزلوا أرض السواد بالعراق، وبدأ عددهم ينتشر في المنطقة الواقعة بين البحرين وسنداد والخورنق، وأخذوا يهاجمون المناطق الآمنة بالعراق، كما أغاروا على الفرس وبلغت غارتهم ذروتها حين سبوا عروسا فارسية من أشراف العجم كانت قد زفت إلى بعلها، فأثار ذلك غضب الفرس، وحفز ملكهم إلى إرسال جيش كبير من الفرسان لمهاجمة إياد، فهجمت إياد على جيش الملك وقضت عليه، وجمعت إياد جماجمهم وأجسادهم التي تكدست في أرض المعركة، فكانت كالتل العظيم، وكان إلى جانبهم دير فسمي دير الجماجم١, وقد أعاد كسرى الكرة عليهم وأغار بجيش كبير تبلغ عدته على ما يذكره ابن قتيبة ستين ألفا٢، وكان لقيط مقيما بالحيرة لذلك أجاد اللغة الفارسية، واتخذه كسرى مترجما وكاتبا للمراسلات في الديوان٣ فكان من المقربين لديه، وأتاح له ذلك أن يطلع على كثير من شئون الملك وأسرار الدولة، ولذلك حين أحس بعزم كسرى على غزو قومه ورأى الخطر


١ الأغاني جـ ٢٢ / صـ ٢٥٦.
٢ الشعر والشعراء جـ١ / صـ٢٠٥.
٣ مختارات ابن الشجرى ٢.

<<  <   >  >>