للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الداهم، يتهددهم، أنذرهم قبل أن يفاجأهم الفرس بهلاك محقق، فكتب عينيته الرائعة التي جاءت فريدة في بابها.

وقد عاش لقيط في فترة عصيبة من تاريخ العرب حيث اتحدت قبائل الحيرة العربية لأول مرة، وثارت على الحكم الفارسي، وكان للقيط دوره الفعال في تلك اليقظة القومية١؛ إذ يعتبر بحق أول شاعر قومي في الجاهلية، فقد استطاع بقصيدته العينية المشهورة أن يوحد قومه ويحشدهم لمواجهة الجموع الزاحفة من الفرس عن طريق المقارنة بين حال الفرس وما أعدوه لقومه، وحال إياد وما هم عليه من الغفلة والإهمال.

وتذكر الأخبار أنه كتب قصيدته هذه في صحيفة واتخذ لها عنوانا ضمنه الغرض من كتابتها، وهو أن جموع كسرى متوجهة إليهم، بعد أن حشدوا حشودهم، وأعدوا عدتهم، ويحذرهم من الغفلة والانشغال برعي الأغنام، في حين أن الخطر جسيم والخطب جلل، ولذلك فهو يقول في الأبيات التي جعلها عنوانا لقصيدته:٢

سلام في الصحيفة من لقيط ... إلى من بالجزيرة من إياد


١ طالع الديوان ٧ تحقيق د/ عبد المعين خان، دار الأمانة بيروت سنة ١٩٧١.
٢ الأغاني جـ ٢٢/ صـ٣٥٨.

<<  <   >  >>