للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحليل ١-٢٠

بدأ لقيط قصيدته التي ينذر فيها قومه ويحذرهم غزو كسرى إياهم بالغزل على عادة الشعراء الجاهليين، فأخذ يتحدث عن صاحبته عمرة ويناجي دارها ويحيي طللها علها تجيب نداء، فقد أهاجت شجونه وأثارت همومه وأحزانه، وخطاب الديار في مفتتح قصائدهم عادة جاهلية قديمة قال النابغة الذبياني١:

يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأبد

وقال امرؤ القيس:٢

يا دار ماوية بالحائل ... فالسهب فالجبيتين من عاقل

لقد تيمت عمرة قلبه حتى استعبدته وملكت عليه نفسه فهي في عنفوان شبابها تمتلئ نضارة وتفيض حيوية ونشاطا وقد مرت أمامه قاصدة أحدى دور العبادة فزاد في ولهه واشتعل نار حبه.

ثم أخذ في بيان صفاتها فعيناها تشبه عيني الظبية الخالصة البياض التي تخلفت عن صواحبها وأقامت على ولدها ترعاه، وهي تعيش في رخاء تروح وتجيء وتمرح بين الرياض وخلال المروج الخضراء فلا


١ الديوان صـ ١٤.
٢ الديوان صـ ١١٩.

<<  <   >  >>