للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحليل من ٢٩-٤٢

ثم بعد أن سجل عليهم غفلتهم وتوانيهم عما يدبرلهم أخذ يستنفرهم ليهبوا من غفلتهم ويستعدوا للقاء العدو وبدأ يرسم لهم سبل مواجهته منها العناية بالخيل والحفاظ علهيا وإذا كان العربي بطبيعته يحب الخيل ويتفانى في خدمتها فإنه يؤكد لهم على رعايتها والقيام عليها لما لها من أثر في حياتهم، فهي عدتهم في الحياة وذخيرتهم في الشدة ولذلك كانوا يهيؤون لها أفضل الأطعمة فيخصونها بألبان الإبل في أوقات الشدة والجدب وربما لا ينال أحد من الأهل ذلك الاهتمام كما أشار إلى ذلك عمرو بن معديكرب١:

خيل مربطة على أعلافها ... يقفين دون الحي بالألبان

وربما كانوا يفضلونها على أبنائهم كما يوحي بهذا قول ربيعة بن مقروم الضبي٢:

وجردا يقربن دون العيال ... خلال البيوت يلكن الشكيما

يؤكد لهم على الخيل ليدافعوا بها عن وطنهم ويحموا عرضهم، ويدعوهم أن يتحلوا بالصبر والثبات والا يجعلوا للخوف والجزع


١ شعر عمرو بن معديكرب ١٦١ جمعة وحققه مطاع الطرابيشي.
٢ شرح المفضليات للتبريزي جـ٦٨٣/٢

<<  <   >  >>