سلطانا على نفوسهم، وأن يشد كل منهم على يد الآخر ليكونوا جميعا على قلب رجل واحد، لا سيما في وقت الشدة وساعة المحنة التي تدعو إلى جمع الشمل ووحدة الكلمة حتى يتمكنوا بذلك من دفع الأذى ورد البلاء، ثم يلح على ضرورة العناية بالخيل والمحافظة عليها وملازمة التدريب بها، لأنه يدرك الأهمية القصوى والغاية من وراء اشتراك الخيل والاعتماد عليها في ساحة القتال، كما يطلب إليهم أن يعدوا سيوفهم ويصقلوها، ويجددوا القسى ويشدوا أوتارها ومن تمام الاستعداد وأخذ الحذر أن يبثوا عيونهم ويبعثوا بطلائعهم من الرجال خلف خطوط العدو، يسترقون أخبارهم ويهتكون أستارهم ليقفوا على قوتهم ومدى استعدادهم وأن يكون ذلك شيئا أساسيا في مواجهتهم، يبذل هؤلاء الرقباء جهدهم في إنجاح مهمتهم ولو اقتضى ذلك أن يعودوا بخيولهم هزيلة قد نحل شعرها وذاب شحمها.
وبعد أن يأخذوا بالأسباب، فإن ظهروا على عدوهم وانتصروا عليهم تحقق ما يرجون، وإن لم يكتب لهم النصر فقد قدموا لأنفسهم عذرا ونحوا عنهم اللوم. ثم أراد أن يبين لهم أن ما يشغلون به أنفسهم من تنمية المال وتثميره لا قيمة له إن فاجأهم العدو وتغلب عليهم، فنهاهم، عن التلهي بالإبل والانشغال بها بعد أن بدت نذر الحرب، وأصبح العدو منهم قاب قوسين أو أدنى، يقول لهم ليست لكم إبل أي هي ليست لكم إن حلت بكم الهزيمة وظفر بكم عدوكم