للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنهم حينئذ سوف يأخذونكم جميعا، ويصبح مالكم غنيمة في أيديهم يستوي في ذلك التالد منه والطريف، فإن لم يستجيبوا لنصحه وينصاعوا لتحذيره، فكأنما يثمرون مالهم لعدوهم، ولن ينتفع به من بقي منهم، بل يذهب بذهابهم، ثم يقسم لهم أن المال منذ الأزل تابع لأصحابه يذهب بذهابهم ويربو ويتجدد بعزهم وقوتهم.

ويحتال الشاعر للنفاذ إلى قلوبهم فيسلك كل السبل ليجد تحذيره آذانا صاغية وقلوبا واعية، فيذكرهم بماضيهم التليد وعزهم الغابر ويطلب منهم أن يهبوا للحفاظ عليه فإنه يخشى على هذا المجد أن يتبدد أو يضيع فتحل عليهم لعنة الأقوام، ويصبحوا سبة في جبين الدهر.

ويؤكد على ثبات هذا المجد بأكثر من مؤكد إن واللام واسمية الجملة على أن هذا الماضي لن يفيدهم بشيء ولن يغني عنهم إن ضيعوا حاضرهم وفرطوا فيما بين أيديهم، بل سيظل شاهدا على تقصيرهم وعجزهم عن اللحاق بأسلافهم الأماجد وآبائهم الأكرمين.

ماذا يرد عليكم عز أولكم ... إن ضاع آخره أو ذل واتضعا

<<  <   >  >>