ومرة أخرى يتسلل إلى قلوبهم من ناحية الحفاظ على العرض فيقول إنهم إن تغلبوا عليكم فسوف ينتهكون حرماتكم ويستبيحون نساءكم، ويلطخون شرفكم، فلا تقوم لكم بعد ذلك قائمة، وما قيمة الحياة إذا عجز الإنسان فيها عن أن يحمي عرضه ويصون كرامته، إنها حياة الخسة والعار الموت أهون منها.
وكان الشاعر بارعا في ذلك إذ يعرف كيف يثير حميتهم ويبث فيهم روح القتال، فهم إن قصروا في الاستعداد لعدوهم أو توانوا في الدفاع عن أرضهم فسوف يفجعهم الدهر بما لا قبل لهم به، وتكون النتيجة أن يقتلع العدو جذورهم ويستأصل شأفتهم ويمزقهم شر ممزق، فليتهم يشاركونه الرأي، فيسمعون لما يقول ويرون ما رأى..
هو الجلاء الذي يجتث أصلكم ... فمن رأى مثل ذا رأيا ومن سمعا