للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحليل من ٤٤-٥٦

وهنا يتوجه الشاعر إلى قومه حاثا لهم على الجد في ملاقاة عدوهم وأخذ الحيطة والحذر، فيأمرهم بالقيام على أمشاط ارجلهم كناية عن اليقظة التامة، مؤكدا ذلك بالمصدر قوموا قياما، وأن يبدءوا عدوهم بالهجوم معتمدين على عنصر المفاجأة، فلا ينتظرون حتى يدهمهم في أرضهم فذلك مما يساعدهم على دحره، ثم يطلب إليهم تعيين رئيس لهم، يحسن سياسة الأمور وتوجيهها في الموقف العصيب، وأخذ يعدد الصفات التي يجب توافرها فيمن يتصدى لهذا المنصب الخطير، وهي مستمدة من قيمهم، وما تعارفوا عليه من المثل، وبدأ بالكفاءة البدنية التي تتمثل في بسطة الجسم وطول القامة والسلامة من الأمراض والعاهات التي تحد من وظيفته أو تعوقه عن أداء رسالته على الوجه الأكمل، بالإضافة إلى خبرته الطويلة بشئون الحرب والتمرس بأعمال الهجوم والدفاع، وربما كانت هذه من أهم الصفات اللازمة في من يتولى أمرهم في مثل هذه الظروف لأن الموقف يستدعي ذلك، ويلح في طلبه، فهم مقدمون على لقاء قريب مع عدوهم.

وأن يكون متزنا في حياته الخاصة فلا يميل إلى الدعة، ولا يسرف في الملذات إن ابتسمت له الدنيا وأقبلت عليه الحياة، وإن أصابه مكروه لا يذل ولا يخضع بل يصبر ويتجلد فيضرب لهم بذلك القدوة والمثل

<<  <   >  >>