للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهذا القائد من طراز فريد، يضع همومه وراء ظهره ليتفرغ لهموم قومه ويضعها نصب عينيه.

وضرب لهم المثل بقائدين تمثلت فيهما صفات القائد الحربي الماهر ليختاروا على منوالهما ويولوا على شاكلتهما، وهما مالك بن قنان وصاحبه عمرو القنا، وقد تعرض لأحدهما مغرور بنفسه قصير النظر، ورماه بكل مثلبة، يريد أن ينتقص من شأنه وينال من قدره، فرأى منه ما هاله، ووجد من شأنه عجبا، فلجأ إلى قومه يستغيث بهم على منازلته، فوجدوا منه قائدا مغوارا، تمرس بالحرب وخاضها مرارا قد تكسرت رماحهم على صخرته، فهو ليس بالضعيف الذي يعجز عن إدراك الغاية ولا الجبان الذي يخشى المواجهة ويفر عند اللقاء.

وأخيرا.. يشهدهم على أنفسهم بأنه قد محضهم النصيحة فيما قدم لهم من إنذار وكان ذلك نابعا من حبه لقومه وإخلاصه لهم، فليتهم ينتفعوا بنصحه، ويعملوا بما علموا فإن خير العلم مانفعا، وهذه رسالته إلى قومه التي حرص على أن يبلغهم بها متحملا كل العواقب، وليتهم بعد ذلك يرون رأيه ويصيخون لنصحه.

<<  <   >  >>