كما يتمثل في اجتماع الكلمة ووحدة الصف، بأن ينزعوا من قلوبهم ما فيها من تباغض وتحاسد، ويجعلوا شعارهم حماية الذمار مهما كان الثمن:
ولا يدع بعضكم بعضا لنائبة ... كما تركتم بأعلى بيشة النخعا
ووسيلتهم لذلك السيوف الصقلية والقسىُّ بأوتارها، وإذكاء العيون وإرسال الرسل للاطلاع على أحوال العدو واستراق أخباره.
هذه هي وسائل القوة التي يلاقون بها عدوهم ويؤملون النصر عليه. ويلاحظ أن الشاعر استخدم أسلوب الأمر وهو يدعوهم أن يأخذوا بأسباب القوة وحذرهم من كل ما يشغلهم عنها وهو تثمير المال، ويبدو أنهم كانوا مولعين بحبه والتعلق به ولذلك ساق هذا التحذير في أربعة أبيات تتقارب في معناها، وفي كل بيت يذكر القضية والدليل عليها ليحملهم على الاقتناع ويدعوهم للاستجابة، يقول في نهيهم عن الانشنغال بالإبل وتثميرها:
لا تلهكم إبل ليست لكم إبل لأنهم لو استمروا على غفلتهم وأصموا آذانهم عن الاستجابة لتحذيره تصبح هذه الإبل ملكا لعدوهم الذي يفجؤهم ويستولي عليها لا محالة لا سيما وقد دقت طبول الحرب وأصبحت على الأبواب إن العدو بعظم منكم قرعا.