ويقول في نهيهم عن الانشغال بالمال لا تثمروا المال للأعداء, إنهم لا يثمرونه لأنفسهم أو لأبنائهم، وإنما يثمرونه لعدو انتصر عليهم وفتك بهم واتخذ أموالهم نهبا وغنيمة، ولا شك أن هذا يدعوهم إلى اليقظة والتفكير فيما هم عليه إنهم إن يظهروا عليكم يحتووكم والتلاد معا.
وحتى من بقي منهم على قيد الحياة بعد المعركة وسلم من ذل الأسر وهوان القيد هيهات أن يستفيد بهذا المال، لأن العدو لن يمكنهم من ذلك:
هيهات لا مال من زرع ولا إبل ... يرجى لغابركم إن أنفكم جدعا
ويؤكد على هذه الفكرة في البيت الذي يليه، فالمال تبع لأصحابه يضيع ويتبدد بذهابهم ويكثر وينمو في وجودهم، ويقسم بأن هذه حقيقة جلية وثابتة منذ زمن بعيد فهي سنة من سنن الاجتماع:
والله ما انفكت الأموال مذ أبد ... لأهلها إن أصيبوا مرة تبعا
وبهذا وفق الشاعر في تحذيرهم من الانشغال بالمال وساق لهم على صحة ما يقول الدليل تلو الدليل والحجة عقب الحجة حتى يصل بهم إلى مرحلة الاقتناع.