كتصوير حال قومه في انشغالهم بالزراعة وإعجابهم بها بينما هم غافلون عما ينتظرهم بحال السفينة التي تسير في مجراها حينا، ثم تجف عنها المياه، ويعترض طريقها من العقبات ما يحول بينها وبين إتمام مسيرتها، والتصوير يوحي بتغير حالهم وتبدلها، وهذا ما يدعوهم إلى اليقظة والانتباه.
وتصوير الأعداء بالنمل للإيحاء بكثرة عدد الفرس وأنه يفوق الحصر، كما يوحي هذا التشبيه بدأبهم وحرصهم على تحقيق غايتهم وهو النصر لأن النمل لا يعرف الكسل، ولا يتطرق إليه اليأس مهما صادفه من عقبات حتى يصل إلى تحقيق هدفه، ولابد أن تكون هذه المعاني ماثلة في ذهن الشاعر وهو يعقد المقارنة بين عدوهم وبين طوائف النمل المختلفة.
ويلقانا في الجزء من القصيدة -الخاص بإنذار قومه- مجموعة من الكنايات الفطرية التي وقعت موقعها، والتي انتخبها انتخابا لتعبر عما يجيش بنفسه من تصوير قوة العدو ومدى استعداده، وهي قوله: بين ملتقط شوكا وآخر يجني الصاب والسلعا فالتقاطهم للشوك وجنيهم الصاب والسلع كناية عن إعدادهم العدة وحملهم جميعا للسلاح، وفيه إيحاء بتنوع هذا السلاح وكثرته وقوله: يسنون الحراب كناية عن التهيؤ التام والاستعداد النشط، وقرب ساعة اللقاء، وقوله لا يهجعون كناية عن الاستعداد ومواصلة التدريب وتمام الحيطة والحذر.