لقد كان لقيط متأثرا بموضوعه مخلصا لقومه صادقا في تحذيرهم وإثارتهم وقد استطاع أن ينسج أحاسيسه ويصوغ مشاعره، ويعكس انفعالاته، مما كان له أثر في قوة العاطفة التي كان لها أثرها في إظهار التجربة الشعرية حية وصادقة كما كان لها تأثيرها في إظهار الخيال المبدع والمؤثر في النفوس.
والنص بعد ذلك يلقي ظلالا كاشفة على علاقة العرب بالفرس في فترة من الفترات التي ساءت فيها العلاقة بينهما، وقد أعد الفرس عدتهم للقضاء على إياد، وفيه إشارت واضحة للدلالة على قوة الفرس واستعدادهم العسكري، واهتمام إياد بالزرع وتربية الأبل، وأن ذلك كان شغلهم الشاغل.
وتعد هذه القصيدة أطول ما قيل من شعر لقيط الذي لم يصلنا منه غير هذه القصيدة، وبعض الأبيات الدالية التي صدرنا بها هذا التحليل ولا يعقل أن يكون هذا كل ما قاله الشاعر لأنها تنبئ عن ملكة فذة وعبقرية نادرة، وقدرة على الصياغة الفنية التي تتيح له القول في كل فن، ومن هنا كنا نجزم بأن شعره قد ضاع ولم يبق منه إلا هذا القدر اليسير.