فتنفست في البيت إذ مزجت ... كتنفس الريحان في الأنف
وثاني أمانيه: ركوبه الفرس القوية ليدفع بها عمن نابته نائبة أو حلت به نازلة، وإن هذا الفرس ليشبه في سرعته وخفة حركته وفرط نشاطه ذئبا يسكن الغضا، وهو أخبث أنواع الذئاب، وقد زجرته ونفرته كما أن به حاجة لورود الماء فقد طال عطشة واشتد شوقه إليه، وذلك يكون أسرع لعدوه.
فالفرس يشبه الذئب بهذه القيود، وهو بهذا يبرز روح الفروسية التي كانت تسيطر عليه، ومازال ركوب الخيل مظهرا من مظاهر العزة والسيادة، وقد لا تعد لها لذة أخرى، قال المتنبي:
أعز مكان في الدنى سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتاب
وثالث هذه اللذات عبثه ولهوه بالجارية التامة الخلق الخفيفة الروح داخل خيمة صنعت من الجلد ومدت بالأطنان في يوم جلله الغيم والمطر الذي يعجب من رآه، وإنها لمتعة تجعل اليوم قصيرا، ويوم اللهو قصير شأن أوقات المسرة والمتعة، كما قال الشاعر: