الكسلان، وإنما له من همته ونشاطه وصدق عزيمته ما يدفعه للكسب ويعينه على الرحلة والانتقال، فليس ضعيف الشخصية عديم الرأي يستعين بالآخرين في تيسير أموره ويعتمد على توجيه زوجه ومشورتها.
كما أنه ثابت القلب مطمئن النفس لا تزعجه المخاوف ولا يستسلم للتردد يسيطر عليه فيصبح كالظليم في نفوره عند حدوث ما يفزع فيضطرب فؤاده ويرجف قلبه ويصبح من اضطرابه كأنه معلق في طائر يرتفع به ويسفل وهو ليس قليل الخير لا يفارق داره فيصبح ويمسي جالسًا إلى جوار النساء لمحادثتهن، فينفي عن نفسه صفة التخنث والتشبه بالنساء في الادهان والتكحل كأنه منهن، ثم يثبت لنفسه قوة الجسم وعلو الهمة والثبات عند الروع وحمله لسلاحه حين يقول:
ولست بعل شره دون خيره ... ف إذا ما رعته اهتاج أعزل
ألأي: ليس بضعيف الجسم والهمة يعلو شره خيره ويسبق إحسانه إساءته لا خير فيه، فلا يسعى في أمر حرب أو ضيف، إذا أفزعته أسرع إسراع الأحمق، فينفي عن نفسه هذه الصفات ويثبت لها عكسها.
كما أنه يعرف طريقه ويقصد إلى هدفه غير ملتفت إلى الوراء، فلا يتردد ولا يتحير حتى في الظلام، ولا يضل في الفلوات المقفره التي