حاجته إليها، فيبدو في تلفُّتها طول عنقها، كما تظهر عاطفة الأمومة في أحلى صورها.
بجيد مغزلة أدماء خاذلة ... من الظباء تراعي شادنًا خرقا
على أن هذه الصفات المتتالية التي أثبتها للظبية تعود في النهاية إلى محبوبته فهي مغزلة، وهي أدماء، وهي خاذلة، تراعي شادنًا خرقا، وهذا ما يسمى بالإستقصاء في الوصف.
وما أجمل هذه المرأة، وما أعذب ريقها، إنه في طيبته ورقته كأنما سقى بخمرة طيبة قد أتت عليها السنون، لم تجاوز العتق إلى الفساد، وإذا كان هذا هو طعم ريقها بعد النوم الذي تتغير عقبه الأفواه، فكيف به في غيره من الأوقات، على أن هذه الخمر، قد زاد في رقتها وطيبها أنها مزجت بماء ورد صاف غير مكدر ولا مطروق.