للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يقول بعد ذلك مباشرة:

دع ذا وعد القول في هرم ... خير الكهول وسيد الحضر

ولم يخلع زهير على ممدوحه صفات غير مألوفة، بل مدحه بما هو شائع عندهم من صفات المديح، فإذا كان الجاهليون يعتزون بأنسابهم، ويفخرون بها، فإن زهيرا لم يخرج عن ذلك، إذ جعل ممدوحه يفوق قيسًا كلها في أصالة الحسب وصفاء النسب:

بل اذكرن خير قيس كلها حسبًا ... وخيرها نائلًا وخيرها خلقا

وكثيرًا ما يكرر هذه الصفة في مدحه، لأنها كانت مناط الفخر عندهم يقول في مدح بني سنان:١

أقول للقوم والإنفاس قد بلغت ... دون اللها غير أن لم ينقص العدد

سيروا إلى خير قيس كلها حسبًا ... ومنتهى من يريد المجد أو يفد

كذلك يمدحه بالفروسية والمهارة في قيادة الخيل، والإيغال بها في أقصى البلاد، ثم أخذ في وصف هذه الخيل قبل المعركة وبعدها, وهو وصف ينطق بالجهد الذي بذلته الخيل حتى وصلت إلى ساحة القتال، لطول المسافة وبعد الشقة، كما يشهد بالأداء الرائع في أثناء التلاحم مما يدل على أصالة الخيل وحسن إعدادها، ولقد تغير بها الحال فلقد كانت عظيمة الأبدان، علاها اللحم وكساها


١ شرح ديوان زهير: صـ ٢٨١.

<<  <   >  >>