وفي الجزء الخاص بالمديح نجده يعبر عما أصاب الخيل من الهزال والإعياء بعد غزوها فسلس قيادها وتعرت عن الأرسان والحكمات بقوله: معطلة في قوله:
حتى يئوب بها عوجا معطلة ... تشكو الدوابر والأنساء والصُّفُقَا
وقوله في وصف هرم بالشجاعة إنه ليث يصطاد الرجال للدلالة على الاحتيال والترصد، وإصابة الهدف، وهذا لا يتأتى لو استبدل بها يقتل الرجال وحقق له ذلك طول الخبرة وشدة المراس.
وتكرار كلمة هرم في سياق الحديث عن مدحه في قوله:
قد جعل المبتغون الخير في هرم..........................
وقوله: من يلق يوما على علاته هرما....................
هذا التكرار يوحي بأن السير إليه كان قصدا لا مجرد اتفاق أو مصادفة، وفيه تنويه به وإشادة بذكره، وتفخيم له في القلوب والأسماع فهو يوظف الألفاظ والجمل ويستخدمها في مواضعها المناسبة.
وإلى جانب قدرة الألفاظ على التعبير كانت لها قدرة أخرى على إثارة خيال السامع أو القارئ والتحليق به في أفاق جد فسيحة حيث تطلق لخياله العنان ليذهب في تلمس المعنى المراد كل مذهب، ولذلك حين يعبر عن العلاقة التي بينه وبين أسماء في قوله: