به من مأكل ومشرب هنيء، أو لجمع عنده أصناف المآكل والمشارب من طريق غير كريمة، فبعد أن عرض لحالته السابقة أراد أن ينفي أن يظن به أحد ذلك لضعفه عن الحصول عن المأكل أو المشرب، بل إن الذي قد يوصله إلى هذا المجال عزة نفسه وتعففه عن العيب، مع قدرته على الكسب من أي جهة، فنفسه الأبية تأبى عليه أن يأتي ما يذري به من عيب أو نقص، وما أن تراه أو تحس به حتى تتحول عنه مسرعة.
ومن أجل ذلك تراه خميص الحشا يطوي أمعاءه على الجوع وهي خاوية حتى يبست فغدت كخيوط رفيعة محكمة الشد والالتواء من العسير أن تعود إلى طبيعتها الأولى لأنها أصبحت كالحبال المفتولة بدقة وإتقان، ولا شك أن الأخذ بهذا الأسلوب، وقسوته على نفسه مما يوهن قوته ويضعف بنيته ويبدو ذلك واضحا على محياه وأسارير وجهه.