للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحليل:

ثم يعرض الشاعر الألوان من المخاطر التي يتعرض لها متصديًا لنواميس الطبيعة المهلكة ويسعى إلى النجاة منها، مصورًا هزاله ونحافة جسمه فحين ينام يفترش الأرض دون فراش أو وساد على الرغم من نحوله وضموره ويستعين عن ذلك بظهر يابس العظام، فإذا انبسط على الأرض حالت أضلاعه ورءوس عظام ظهره دون وصول جسمه إليها، فيظل مرتفعًا عنها للدلالة على خلو جسمه من اللحم، فهو هيكل عظمي، وذراعه خال كذلك من اللحم وحين يتوسده، إنما يتوسد عظامًا جافة كأنها قطع من حديد، أو كأن فواصل عظامها كعاب يلعب بها اللاعب فتنتصب أمامه، يريد أنه قليل اللحم وله عظام شديدة.

لقد ألف هذه المشاق وألفتة وتكيف مع هذا الوضع الجديد الذي يدل على عصاميته واعتداده بفرديته وسعادته بانتصاره على الطبيعة والكون من حوله على أنه الآن يشارك في الحروب التي كان يشنها قومه على أعدائهم فقد كان ذلك قبل حياة الصعلكة حيث كانت تعرفه الحروب، ويدلي فيها بدلوه، وتفرح بمزاولته لها وأثارثه إياها، وقد انصرف بعد ذلك إلى الصراع الخاص به والصعاليك، فإن حزنت الحرب لمفارقة الشنفرى لها الآن، فطالما اغتبطت وسرت به قبل ذلك.

<<  <   >  >>