الهجمة والمباغتة، أما الفقرة والغنى فكلاهما أمر طارئ غير ذي شأن، فلا سلطان لهما عليمه لا يخالف الفقر ولا يجزع منه فيكشف حاجته للناس، ولا يبطره الغنى ويطغيه:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني ... ولا جزع من صرفه المتقلب
وهكذا المبادئ في حياة أصحابها، تطبعهم على الموقف الواحد الذي لا يعرف التلون أو الخشوع، أما غيرهم ممن يركبون كل موجه فأولئك لا يحرصون على فضيلة أو يلتزمون بقيمة.
ومن تقلب في الأحزان منتجعا ... أن اقفر الشام ألفيناه في اليمن
وهكذا كان الشنفرى لا يستخفه الجهلاء والحمقى، ولا يتحدث فيما لا يعنيه ولا يقحم نفسه في أمر لا يهمه ولا يحرصون على إثارة الفتن والإفساد بين الناس فهذا ليس من خلقه، بل كل ما يعنيه أن يجالد في سبيل ما يدين به مهما كانت النتائج.