للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعقب على هذا الحديث بأنها قصيدة لامعة بين قصائد الشعر الجاهلي وأنها للشنفرى وليست لغيره.

ولعل سر هذا الإهتمام الكبير من العرب والمستشرقين بهذه القصيدة حتى تؤلف فيها هذه الشروح المتعددة وحتى يحرص الغربيون على ترجمتها إلى لغتهم أنها تصور لونا من ألوان الحياة العربية وتعبر عن حياة طائفة من هذا المجتمع وهم الصعاليك، كما تصور البيئة التي اتخذوها موطنا لصعلكتهم وميدانا لنشاطهم ومركزا لغاراتهم، بما تشتمل عليه هذه البيئة من خصائص مناخية أو طبيعية كل هذا في أسلوب شعري متفرد متميز، بالإضافة إلى القاموس الشعري الخاص بها والمادة اللغوية التي حوتها، وقد صورت القصيدة حياة الصعاليك ومعيشتهم ومدى ما يتعرضون له من المشاق وما يكابدون في حياتهم من الجوع وشظف العيش وقسوة الحرمان، بالإضافة إلى خصائصهم الجسمية والنفسية، فهي صورة صادقة لما عرف عن شعرهم وعن أخبارهم، وكأن الإهتمام بها راجع لغرض لغوي، وآخر اجتماعي.

ولذا كانت هذه القصيدة اللامية درة أدبية ثمينة.

٢ وحين أشرقت شمس الإسلام وسطعت أنواره على بلاد العجم اختلط الفرس بالعرب وحفظوا أشعارهم، ثم ظهر التنافس بين العرب والموالي، وأصبح العرب يفتخرون على الفرس وينافسونهم

<<  <   >  >>